روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | أريد أن أعمل مع الجماعة.. فهل هذا عيب؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > أريد أن أعمل مع الجماعة.. فهل هذا عيب؟


  أريد أن أعمل مع الجماعة.. فهل هذا عيب؟
     عدد مرات المشاهدة: 2237        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

أنا شاب أبلغ من العمر عشرين عامًا، لي أهداف كثيرة في الدين والدنيا، تنتابني حالات متفاوتة من ضعف وقوة الإيمان، ومن ضعف وعلو الهمة، ولكن النتيجة أنني لم أحقق أي هدف من قائمة الأهداف العريضة التي أضعها نصب عيني، وكثيرًا ما فكرت ما هي الأسباب، وتوصلت؛ لأنني أريد أن أعمل في ظل فريق عمل، ولا أستطيع أن أعمل بمفردي، حتى يسألوا عني ويساعدونني في وقت ضعف الهمة، فهل هذا عيب مني أو ضعف في شخصيتي؟ وإن لم أجد فريق العمل، فماذا أفعل؟

الجواب:

الحمد لله رب العالمين، وبعد: العمل الجماعي، ومثله العمل المؤسسي أمر محمود، وحاجة الناس إليه ملمة، وطبيعة النفس البشرية، النقص والخلل، فكان لابد لها من وافد، يعينها ويسددها ويقومها. وقد صحّ في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه». وقال الحسن البصري: (إن المؤمن شعبة من المؤمن، وهو مرآة أخيه، إن رأى منه ما لا يعجبه، سدده وقومه ووجهه، وحاطه في السر والعلانية، فتنقوا الإخوان والأصحاب والمجالس). فكان العمل الجماعي ضرورة لا يُستغنى عنها، ومن فوائده وآثاره:

1- اكتشاف النفس وما فيها من قوة وضعف، أو كمال أو نقص، بل يتعرف الإنسان على أبعاد شخصيته معرفة دقيقة من حلم أو عجلة، أو شجاعة أو جبن، أو صدق وكذب.

2- تقويم الاعوجاج، فأصحابه يُصلحون حاله، إما بالنصيحة أو بالعقاب أو التوبيخ، أو الهجر.

3- توظيف الطاقات، فمن خلال العمل، يُستفاد من العامل في كل شيء، ويقضي على أي فراغ يمكن أن يستغله شياطين الإنس والجن في إغوائه وإضلاله، وهكذا الغرائز سوف تعمل بدرجات متساوية ومتوازية، وحينها تكتمل الشخصية المتزنة المتكاملة. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عليكم بالجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة».

4- بث الأمل ودفع اليأس؛ لأن الذي يعمل وحده تقعده الخواطر، وتثنيه هواجس الشيطان، ويثبطه كلام الناس وتفرقهم عنه، إلى أن يدب اليأس والقنوط إلى النفس، فيترك العمل لهذا الدين.

5- تجديد النشاط والهمة، فمتى فتر الإنسان وتراخى بسبب ضخامة الأعباء ومشقة العمل، ورأى إخوانه يعملون بإتقان، وما هم عليه من خشوع وإقبال زال الفتور والتراخي. ويروى في الضعيف: «ألا أنبئكم بخياركم؟». قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «خياركم الذين إذا رُؤوا، ذُكر الله عز وجل».

6- اكتساب الخبرات والتجارب، فالعمل الجماعي مجال رحب وواسع، يكتسب فيه العامل، من الخبرات والتجارب، ما لا يكتسبها لو كان وحده.

7- حفظ الهيبة والكرامة، فلا يجرؤ الأعداء على إيذائه، أو التطاول عليه في دم أو مال أو عرض، ولو فعلوا ذلك، فإن إخوانه، سينصفونه وسيردون له مظلمته.

8- فتح مجالات الأجر والثواب، فهو يُسلم ويصافح إخوانه، وينصح لهم، ويقوم بحقوقهم، ويتفقد غائبهم، ويعين محتاجهم، ويلبي دعوتهم، ويشير عليهم ويُعلمهم، فالجماعة أتاحت له أجورًا عظيمة.

9- استجلاب تأييد الله وعونه ونصرته، فالأعداء قد أجلبوا بخيلهم ورجلهم، فكانت الجماعة مسددة من الله، وقد صّح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ويد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار».

وبهذا يتبين لك أخي الكريم، أن العمل الجماعي، ليس ضعفًا في شخصيتك ولا عيبًا في استقامتك، بل هو رأي حصيف اعمل به، ولا تتردد.

وإذا لم تجد جماعة تعمل معها، فاصنع أنت الجماعة واسع في إنشائها، وبصِّرها بضرورة العمل والتعاون من أجل التمكين لمنهج الله في الأرض.

وأذكرك بقول بعض السلف: (كدر الجماعة خير من صفو الفرد)، فافهم ذلك جيدًا. وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الكاتب: جمّاز الجمّاز.

المصدر: موقع المسلم.